آخبار عاجل

كيف نشجع أبنائنا  لكي يتعاونوا معنا  لتحسين سلوكهم ؟... بقلم : سلوى المؤيد

15 - 02 - 2019 12:00 1443

 

الحلقة الـ 31 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  كيف نشجع أبنائنا  لكي يتعاونوا معنا  لتحسين سلوكهم ؟  .

......................................                                                                                                                                                                                                                                                  

إذا عرفنا  كآباء ماهو الهدف الذي من أجله نشجع أبنائنا  ..فإننا نكون بذلك أمسكنا بالمفتاح لتطبيق  أسلوب التشجيع .. الذي يؤثر في سلوك  هؤلاء الأبناء ويدفعهم  إلى تطوير أنفسهم .

يؤكد هذه الحقيقة التربوية النفسية كبار علماء النفس منهم  العالمين المعروفين (الفر يد أدلر)  و( فرويد )   اللذين كانا يعتقدان بعد تجاربهما العلمية النفسية أن  التشجيع  يعد عنصر أساسي لإحداث التغيري في النفس الإنسانية .. ويتبعهما عالمان كبيران في مجال الطب النفسي  هما ( رودلف دركير) و(دونالد دينكماير ) في تأكيد هذه الحقيقة   بعد تجارب تربوية ونفسية قاما بها  في الحقول التعليمية والتربوية النفسية السلوكية  وغيرها من مجالات العمل في الحياة .

إذن .. علينا أن نعلم ونحن نربي أبنائنا ماذا نريد أن نشجع بهذه الطرق التدريبية ..هل  كيف يختارون تصرفاتهم  بشكل أفضل ؟ ..  هل كيف  يطبقون ما يختارون ؟..  أوكيف يتعاونون معنا في تحسين سلوكهم إلى جانب تمتعهم باستقلال الشخصية والإحساس  بإن تطورهم نابع من إرادتهم ..

ولنبدأ  أولاً بكيفية تشجيعهم لكي  يتعلموا كيف يختارو ا بشكل أفضل من خلال بعض الأمثلة التي تجعل عملية تطبيقها بالنسبة للآباء أكثر سهولة .

 علينا أن  نشعر أبنائنا بمسؤليتهم عما يختاروه من  تصرفات   سواء كانت نتائجها  إيجابية أو سلبية ..  وفي أغلب الأحيان لا يحسن الأطفال التصرف لإنهم لا يدركون  أن هذه التصرفات غير مقبولة ..أي لم يضع  أمامهم آبائهم عدة اختيارات وطلبوا منهم   أن يختاروا أفضلها في نظرهم على أن يتحملوا نتائجها  فيما بعد مهما كانت .. سلبية أو إيجابية .. لذلك عندما نساعدهم على أن يكتشفوا مقدرتهم على الإختيار ونشجعهم على   أن يختاروا أفضلها ..فنحن بذلك نعلمهم تحمل المسؤلية .ولنضرب مثال يوضح ما ذكرت .

سليم في العاشرة من عمره ..عاد من المدرسة متذمراً بإن مدرسته أرسلت معه ملاحظة إلى والديه بإنه سوف يظل في المدرسة ليعمل ساعتين بعد الدوام لما سببه من إزعاج في الفصل  .

سألته أمه بهدوء عما فعل في المدرسة لتعاقبه المدرسه.

فقال " لم أفعل شيئاً ..كان عليها أن تعاقب التلميذ الذي يجلس خلفي ..لإنه كان يحاول أن يثير غضبي بسخريته السخيفة ..قلت له أن يتوقف لكنه لم يفعل  ..لذلك التفت له وقلت له أنه قليل الأدب بصوت أظنه كان عال قليلاً "

أجابت أمه وهي تحاول أن تشعره بإنها  تدرك مشاعره

" يبدو لي أنه كان يزعجك فعلاً .. ماذا ستفعل لو أنه فعل ذلك لك مرة أخرى  ؟"

 أجاب سليم " قالت لي المدرسة أن أخبرها إذا فعل معي ذلك مرة أخرى ..وستهتم هي بالموضوع .."

سألته أمه " هذا  الإختيار الأول ..ما هو اختيارك الآخر لحل هذه المشكلة ؟"

أجاب سليم " أظن أن علي تجاهله ..لكني أعتقد أن ذلك صعب ..لإنه قليل الأدب  وسيواصل  سخريته "

قالت والدته " هذ ا أمر صعب حقاً .. لكني أعتقد أنه سيؤثر فيه إذا صبرت وواصلت في تجاهلك له ..والآن لديك خيارين جيدين  لتنفذهمافي  المرة القادمة ..أنا واثقة أنك  ستتمكن من   استخدامهما بشكل جيد .

وترك سليم والدته وهو يشعر بدعمها  وتشجيعها ..ومدرك  مالديه من خيارات ..ومستعد لتنفيذ طريقة أخرى

  لوقف استهزاء زميله به دون أن يغضب مدرسته.

 إن اختيار الطفل للتصرف المقبول  خطوة مهمة لتحقيق الهدف لكنها لا تكمل إلا بتنفيذها بنجاح .. لذلك لا يمكن أن يكون تشجيعنا  كآباء  مؤثراً إلا إذا ركزنا على  الأفعال التي سيقوم بها أبنائنا   ..وهذا ما يسميه علماء التربية النفسية تشجيع الأفعال المقبولة الصادرة عن الأبناء

 

       

[email protected]

         



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved